5. Conclusion

الْبَعْثُ

وَالنَّاسُ إِذَا مَاتُوا يُبْعَثُونَ؛ وَالدَّلِيْلُ قَوْلُهُ تَعَالَىٰ : ﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيْهَا نُعِيْدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ ۝٥٥﴾ [طه (٢٠) : ٥٥]، وَقَوْلُهُ تَعَالَىٰ : ﴿وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ۝١٧ ثُمَّ يُعِيْدُكُمْ فِيْهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا ۝١٨﴾ [نوح (٧١) : ١٧-١٨]

الْحِسَابُ وَالْجَزَاءُ

وَبَعْدَ الْبَعْثِ مُحَاسَبُونَ وَمَجْزِيُّونَ بِأَعْمَالِهِمْ، وَالدَّلِيْلُ قَوْلُهُ تَعَالَىٰ : ﴿وَلِلّٰهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِيْنَ أَسٰؤُا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِيْنَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَىٰ ۝٣١﴾ [النجم (٥٣) : ٣١]

الْحُكْمُ عَلَىٰ مَنْ كَذَّبَ بِالْبَعْثِ

وَمَنْ كَذَّبَ بِالْبَعْثِ كَفَرَ، وَالدَّلِيْلُ قَوْلُهُ تَعَالَىٰ : ﴿زَعَمَ الَّذِيْنَ كَفَرُوا أَن لَّنْ يُبْعَثُواۚ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْۚ وَذٰلِكَ عَلَىٰ اللهِ يَسِيْرٌ ۝٧﴾ [التغابن (٦٤) : ٧]

وَظَائِفُ الرُّسُلِ

وَأَرْسَلَ اللهُ جَمِيْعَ الرُّسُلِ مُبَشِّرِيْنَ وَمُنْذِرِيْنَ، وَالدَّلِيْلُ قَوْلُهُ تَعَالَىٰ : ﴿رُسُلاً مُّبَشِّرِيْنَ وَمُنْذِرِيْنَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَىٰ اللهِ حُجَّةُۢ بَعْدَ الرُّسُلِۚ﴾ [النساء (٤) : ١٦٥]

وَأَوَّلُهُمْ نُوْحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَآخِرُهُمْ مُحَمَّدٌ ﷺ وَهُوَ خَاتَمُ النَّبِيِّيْنَ؛ وَالدَّلِيْلُ عَلَىٰ أَنَّ أَوَّلَهُمْ نُوْحٌ قَوْلُهُ تَعَالَىٰ : ﴿إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّيْنَ مِنۢ بَعْدِهِۚ﴾ [النساء (٤) : ١٦٣]  

الْكُفْرُ بِالطَّاغُوتِ

وَكُلُّ أُمَّةٍ بَعَثَ اللهُ إِلَيْهَا رَسُولاً، مِنْ نُوحٍ إِلَىٰ مُحَمَّدٍ يَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ، وَيَنْهَاهُمْ عَنْ عِبَادَةِ الطَّاغُوتِ؛ وَالدَّلِيْلُ قَوْلُهُ تَعَالَىٰ : ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَۖ﴾ [النحل (١٦) : ٣٦]

وَافْتَرَضَ اللهُ عَلَىٰ جَمِيْعِ الْعِبَادِ الْكُفْرَ بِالطَّاغُوتِ وَالْإِيْمَانَ بِاللهِ

قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ – رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ – : (( مَعْنَىٰ الطَّاغُوتِ : مَا تَجَاوَزَ بِهِ الْعَبْدُ حَدَّهُ، مِنْ مَعْبُودٍ، أَوْ مَتْبُوعٍ، أَوْ مُطَاعٍ ))

وَالطَّوَاغِيْتُ كَثِيْرُونَ، وَرُؤُسُهُمْ خَمْسَةٌ : إِبْلِيْسُ – لَعَنَهُ اللهُ – ، وَمَنْ عُبِدَ وَهُوَ رَاضٍ، وَمَنْ دَعَا النَّاسَ إِلَىٰ عِبَادَةِ نَفْسِهِ، وَمَنِ ادَّعَىٰ شَيْئًا مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ، وَمَنْ حَكَمَ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ

وَالدَّلِيْلُ قَوْلُهُ تَعَالَىٰ : ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّيْنِۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّۚ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنۢ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَاۗ وَاللهُ سَمِيْعٌ عَلِيْمٌ ۝٢٥٦﴾ [البقرة (٢) : ٢٥٦] . وَهٰذَا هُوَ مَعْنَىٰ (( لَا إِلٰهَ إِلَّا اللهُ ))

وَفِي الْحَدِيْثِ : (( رَأْسُ الْأَمْرِ : الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ : الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ : الْجِهَادُ فِي سَبِيْلِ اللهِ ))

وَاللهُ أَعْلَمُ، وَصَلَّىٰ اللهُ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهش وَسَلَّمَ